بعد الطلاق، تعتبر قضية الحضانة من أهم القضايا التي تحدد مستقبل الأبناء. وبحسب القوانين السعودية، تكون الأم الأحق بحضانة أطفالها ما دامت مستوفية للشروط، لكن هناك حالات معينة قد تؤدي إلى سقوط هذا الحق عنها.
فيما يلي أبرز الحالات التي قد يخسر فيها الحاضن حضانة أطفاله:
- زواج الأم بعد الطلاق من رجل أجنبي عن الأطفال
إذا تزوجت الأم من رجل أجنبي عن الأطفال، قد تُسقط المحكمة حضانتها، باعتبار تعارض الزواج مع مصلحة الأطفال ، مع ذلك، قد تُستثنى بعض الحالات إذا رأت المحكمة أن الزواج لا يضر بمصلحة الأطفال.
- فقدان الأهلية العقلية أو الصحية
إذا ثبت أن الحاضن يعاني من مرض يمنعه من رعاية الأطفال والاهتمام بهم، فإن الحضانة قد تُنقل لولي آخر.
- الإهمال أو سوء المعاملة
تعرض الأطفال للإهمال أو العنف الجسدي أو النفسي من الحاضن، يعتبر سببًا مباشرًا لإسقاط الحضانة لحماية الأبناء.
- عدم توفير بيئة آمنة
يشمل ذلك السكن في مكان غير مناسب أو بيئة خطرة، أو عدم القدرة على تلبية احتياجات الأطفال الأساسية مثل التعليم، الغذاء، والرعاية الصحية.
- ارتكاب جرائم أو سلوكيات مضرّة
إذا أُدين الحاضن في قضايا مخلة بالشرف أو الأمانة، أو ثبتت ممارسته لسلوكيات تضر بمصلحة الأبناء، فإن المحكمة تُنهي حقه في الحضانة.
- التنازل عن الحضانة
قد يتنازل الحاضن عن الحضانة طوعًا، سواء بالاتفاق مع الطرف الآخر أو لأسباب شخصية، وفي هذه الحالة تنتقل الحضانة إلى من يليه شرعًا أو حسب الإتفاق .
ملاحظة :
القاضي ينظر دائمًا إلى مصلحة الطفل قبل كل شيء، والحضانة ليست حقًا مطلقًا للأم أو الأب، بل مرتبطة بقدرة الحاضن على توفير بيئة آمنة ومستقرة.
شروط الحضانة للطرفين:
النظام يعتبر القدرة على الرعاية أساساً للحضانة ، فالحاضن سواء كان أمًا أو أبًا، يجب أن تتوفر فيه عدة شروط تضمن صحة الرعاية هي :
- كمال الأهلية.
- القدرة على تربية المحضون وحفظه ورعايته.
- السلامة من الأمراض المعدية الخطيرة.
- و للحاضن الذكر يجب أن يكون لديه من يقدر على الحضانة من النساء و أن يكون محرماً للمحضونة إن كانت بنتاً .
ترتيب الحضانة:
النظام يبدأ بالأم، ثم ينتقل للأب، وبعدهما الجدة من جهة الأم، ثم الجدة من جهة الأب، ثم تقرر المحكمة الحاضن وفق ما فيه مصلحة للمحضون، وقد تقرر خلاف هذا الترتيب إذا اقتضت مصلحة الطفل ذلك .
حقوق المحتضن:
الحضانة ليست لقبًا فقط، بل مسؤولية وحقوق يجب تأديتها من قبل الطرفين كُلٌ حسب ما هو مسؤولٌ عنه وهي :
- النفقة وتشمل السكن، الطعام، الكسوة، التعليم، العلاج وغيرها من الأساسيات ، وتجب على الأب شرعًا، حتى لو كان الطفل في حضانة الأم.
- التربية والرعاية تشمل الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية والاجتماعية المناسبة، كما يجب تنشئته على القيم الإسلامية وحفظ دينه وأخلاقه.
- الزيارة والاتصال فيحق للمحضون التواصل مع والديه وأقاربه، ولا يجوز منعه من ذلك إلا لمصلحة معتبرة.
- الاستقرار والأمان فيحق للمحضون أن يعيش في بيئة آمنة خالية من الأذى والإهمال.
- عدم الإضرار به في النزاع فلا يجوز استغلال الطفل للضغط أو كوسيلة نزاع بين الأبوين أو الأطراف المسؤولة عنه .
ماذا لو لم يطالب أحد بالحضانة؟
في حال لم يطالب أحد الوالدين بحضانة طفلهما فيتم اتخاذ الإجراءات التالية من قبل المحكمة :
أولاً :إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين:
تلزم بالحضانة الأم أولاً، لأنها الأقدر على رعايته في هذه المرحلة، وإذا لم توجد الأم، تنتقل الحضانة للأب.
ثانياً : إذا تجاوز الطفل عمر السنتين:
يلزم بالحضانة الأب أولاً، وإذا لم يكن موجودًا، تنتقل الحضانة للأم.
ثالثاً : إذا لم يوجد الأبوان و لم يرغب أي من المستحقين بالحضانة أخذها:
للمحكمة أن تختار الأصلح لحضانة الطفل من الأقارب أو غيرهم، أو أن تسندها لجهة مؤهلة لهذا الغرض.
سقوط الحضانة:
تسقط الحضانة عن الحاضن في حالات وهي:
- إذا تخلف أحد شروط الحضانة عن الحاضن.
- إذا انتقل أحد الحاضنين لبلد آخر يفوت به حق الزيارة بقصد الإقامة.
- إذا لم يطالب أحد الحاضنين بالحضانة وسكت عنها لمدة سنة دون مبرر (التقادم).
ختاماً،،
في النهاية، تظل الحضانة حق ومسؤولية أساسها مصلحة الطفل قبل كل شيء، والوعي بأحكامها يساعد الأسر على حماية أبنائها وضمان حقوقهم. نحن في شركتنا نسعد بمرافقتكم وتقديم الاستشارات والدعم القانوني الذي يحفظ لكم حقوقكم ويصون استقرار أسركم.